تعزيز العلاقات الخارجية والتعاون الإقليمي: سياسات موريتانيا وتونس
تعكف دول شمال وغرب أفريقيا على إعادة تعريف وتطوير سياساتها الخارجية وتعاونها الإقليمي بهدف تعزيز مكانتها في المجتمع الدولي وتحقيق التكامل الاقتصادي. يأتي هذا في إطار محاولات موريتانيا وتونس لتحسين العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية والعالمية، كل وفق سياقاته وتحدياته الخاصة.
#### **موريتانيا: تعزيز العلاقات في عهد الرئيس محمد ولد الغزواني**
منذ توليه الرئاسة في عام 2019، أعطى الرئيس محمد ولد الغزواني الأولوية لتعزيز علاقات موريتانيا مع دول الجوار والمجتمع الدولي. هذه الاستراتيجية جاءت استجابة للتحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه البلاد، وكذلك رغبةً في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
**1. **تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية****:
سعى الرئيس الغزواني لتوسيع دائرة علاقات موريتانيا مع الدول الأفريقية، العربية، والغربية. وقد تم ذلك من خلال:
- توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية جديدة.
- تحسين البنية التحتية الاقتصادية لدعم التجارة الخارجية.
- توسيع التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.
**2. **التعاون الإقليمي عبر المنظمات الدولية****:
إلى جانب تعزيز العلاقات الثنائية، ركزت موريتانيا على المشاركة الفعالة في منظمات إقليمية مثل الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS). هذه المشاركة تهدف إلى:
- دعم التكامل الاقتصادي الإقليمي.
- التنسيق في مواجهة التحديات الأمنية مثل الإرهاب والجريمة المنظمة.
- تعزيز التنمية المستدامة من خلال مشروعات بنية تحتية مشتركة.
على سبيل المثال، ساهمت موريتانيا في مبادرات أمنية إقليمية لمكافحة التهديدات عبر الحدود، وتعاونت مع دول الساحل في مشروعات تنموية لزيادة الاستقرار في المنطقة.
#### **تونس: إعادة بناء العلاقات بعد فترة الإخوان المسلمين**
بعد فترة حكم حزب النهضة ذو التوجه الإسلامي الذي استلم السلطة في تونس عقب الثورة في 2011، ركزت السياسة الخارجية التونسية تحت الحكومات اللاحقة على استعادة الاستقرار الداخلي وتعزيز علاقاتها الخارجية. هذه الجهود كانت ضرورية لإعادة الثقة الدولية في تونس وتعزيز مكانتها كدولة مستقرة وجاذبة للاستثمارات.
**1. **استعادة الاستقرار الداخلي****:
أعطت تونس الأولوية لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي بعد فترة من الاضطرابات. هذا تضمن:
- بناء توافق سياسي واسع بين مختلف الأحزاب السياسية.
- تحسين البيئة الاقتصادية لجذب الاستثمارات الخارجية.
- تعزيز مؤسسات الدولة لضمان الحكم الرشيد.
**2. **تعزيز العلاقات الخارجية****:
لتعزيز مكانتها على الصعيد الدولي، ركزت تونس على تطوير علاقاتها مع الدول العربية والأفريقية والغربية. هذا شمل:
- توقيع اتفاقيات تعاون جديدة مع الاتحاد الأوروبي لتشجيع الاستثمار ودعم التنمية.
- توسيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الدول الخليجية والدول الأفريقية المجاورة.
- تعزيز العلاقات الثنائية مع دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا لتحسين التعاون الأمني والاقتصادي.
هذه الجهود أسهمت في عودة تونس إلى الخريطة الاقتصادية والسياسية الدولية كمركز للاستثمار والتعاون الإقليمي.
### **ختاماً**
توضح تجارب موريتانيا وتونس أن تحسين العلاقات الخارجية والتعاون الإقليمي يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية. في موريتانيا، ساعدت الجهود الدبلوماسية على تعزيز التكامل الإقليمي ومواجهة التحديات الأمنية، بينما في تونس، كان التركيز على استعادة الثقة الدولية وتحسين العلاقات الاقتصادية هو المفتاح لتحقيق الاستقرار بعد فترة من الاضطرابات السياسية. يبرز هذا النهج أهمية التعاون متعدد الأطراف في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
Comments
Post a Comment