من سويسرا الشرق إلى هانوي الشرق الأوسط
تعتبر الكلمة التي أدلى بها أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، يوم الثلاثاء الماضي، في الاحتفال التكريمي الذي أقيم لمناسبة استشهاد القيادي في حزب الله فؤاد شكر، المعروف بالسيد محسن، من أهم الكلمات التي قالها السيد نصرالله في المدة الأخيرة. والسبب، أنها مفصلية تتحدث عن الماضي والحاضر والمستقبل.
ركزت كلمة السيد على ثلاثة مواضيع أساسية، الأول، أنها تضمنت تقييماً للمعركة الدائرة في غزة والجنوب ونظرته إليهما. والثاني، أنها تضمنت تقييماً للوضع الراهن دولياً وإقليمياً. والثالث، أنها حملت رؤية الحزب للمرحلة المقبلة. وهذا هو المهم، لأنها تكشف عملياً تفكير وتوجه حزب الله، الذي قد ينعكس ويؤثر على أحداث العقد المقبل في لبنان. باعتبار أن الحزب بات يحتل راهناً موقع القوة الرئيسية المقررة في الأحداث في لبنان والنطاق الجيوسياسي المحيط به، بعد تراجع سوريا عن هذا الدور لأكثر من سبب وسبب في المدة الأخيرة.
بيّنت الأحداث والمواقف أن السيد نصرالله أصبح الآن بمثابة الوكيل، والناطق الأساسي، والرئيسي باسم محور القوى المتحالفة أو المؤيدة والمُسيرة من إيران في المنطقة، والتي يسميها البعض محور الممانعة.
توحي السردية المقدمة من قبل نصرالله أنها متماسكة في أغلبها. ويكاد يكون أغلب التحليل الذي أدلى به السيد نصرالله لما جرى، تحليلاً صائباً.
إذ أن كلامه عن الإجازة الأميركية والغربية لإسرائيل بالقتل وإبادة الشعب الفلسطيني صحيح مئة في المئة. فالولايات المتحدة الأميركية ومعها أغلبية الدول الغربية حتى الآن، تمنح إسرائيل موافقة مسبقة على ما فعلته وما تفعله بحق الشعب الفلسطيني. والحقيقة أن عدد الشهداء في غزة ليس كما تعلن وزارة الصحة الفلسطينية، من أرقام رسمية. بل هو قد زاد عن ذلك بأضعاف، لأن الأرقام المعلنة عن الشهداء يشمل من وصل إلى المستشفيات أو المراكز الصحية، وسُجلت أسماؤهم وكشف عليهم. لكن الأعداد الفعلية مضاعفة، وهي أكثر من الواقع، وهي بأغلبها مطمورة تحت الركام .
السيد نصرالله، اعتبر في كلامه أن ما يسمى حل الدولتين هو وهم من الأوهام المسيطرة على بعض الأطراف والدول العربية. وهذا واقعي تماماً. وأن إسرائيل لن توافق على دولة فلسطينية حتى في غزة لوحدها. وهذا صحيح. وأنها قد تطرد سكان الضفة باتجاه الأردن. وهذا ممكن. ناهيك بالمستوطنات التي باتت تحتوي على مئات الآلاف من المستوطنين.
Comments
Post a Comment